٣٥ – ٥٧ – عن عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في حجة الوداع:"
ألا لا يجني جان على نفسه, ألا لا يجني جان على ولده, ولا مولود على والده, ألا إن
الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبدا وولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من
أعمالكم فسيرضى به ".
" عن عمرو بن الأحوص - رضي الله عنه - أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في حجة الوداع " الحديث.
سمي تلك الحجة: حجة الوداع, لأنها كانت آخر حجة حجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وتوفي بعده
في العام القابل, فكأنه ودع الحرم والبيت بها, لما روي: أنه قال في خطبة خطبها في تلك
الحجة:" هل بلغت؟ " فقيل: نعم, فطفق يقول:" اللهم اشهد ", ثم ودع الناس, ولما روى أبو أمامة أنه قال في تلك الخطبة (يا أيها الناس! أنصتوا فلعلكم لا تروني بعد عامكم هذا).
و" ألا ": حرف تنبيه, و" لا يجني ": خبر في معنى النهي, وفيه مزيد تأكيد, لأنه كأنه
نهاه فقصد أن ينتهي فأخبر عنه, وهو الداعي إلى العدول عن صيغة النهي إلى صيغة الخبر,
ونظيره: إطلاق لفظ الماضي في الدعاء, ولمزيد التأكيد والحث على الانتهاء أضاف الجناية
إلى نفسه, والمراد به: الجناية على الغير, بيانه: أن الجناية على الغير لما كان سببا للجناية
عليه اقتصاصا ومجازاة كان كالجناية