ما بينهما من التعلق, وأثبت فيه مقادير الخلائق على وفق ما تعلقت به إرادته أزلا إثبات
الكاتب ما في ذهنه بقلمه على لوحة, أو: قدر وعين مقاديرهم تعيينا بتا لا يتأتى خلافه.
وقوله:" بخمسين ألف سنة " معناه: طول الأمد وتمادي ما بين التقدير والخلق من المدد,
أو: تقديره ببرهة من الدهر الذي يوم منه كألف سنة مما تعدونه, وهو الزمان, أو:
من الزمان نفسه.
فإن قلت: كيف تحمله على الزمان, وهو على ما هو المشهور مقدار حركة الفلك الذي
لم يخلق حينئذ؟
قلت: فيه كلام, وإن سلم فمن زعم ذلك قال بأنه مقدار حركة الفلك الأعظم الذي هو
عرش الرحمن, وكان موجودا حينئذ, بدليل قوله: {وكان عرشه على الماء} , وهو أيضا
بظاهره دليل لمن زعم أن أول ما خلق الله في هذا العالم الماء, ثم ادعى أنه سبحانه أوجد
منه سائر الإجرام, تارة بالتلطيف, وأخرى بالتكثيف.
...
٣٧ – ٦٠ – وقال:" احتج آدم وموسى عند ربهما, فحج آدم موسى, قال موسى:
أنت آدم الذي خلقك الله بيده, ونفخ فيك من روحه, وأسجد لك ملائكته, وأسكنك
في جنته, ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض؟ فقال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك
الله برسالته وبكلامه, وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء, وقربك نجيا