فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟ قال موسى: بأربعين عاما, قال آدم: فهل
وجدت فيها: {وعصى آدم ربه فغوى}؟ قال: نعم, قال: أفتلومني على أن عملت
عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فحج أدم
موسى ", رواه أبو هريرة.
" عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنه قال عليه السلام: احتج آدم وموسى عند ربهما " الحديث.
هذه محاجة نفسانية ومكالمة روحانية جرت بينهما في عالم الغيب وحظيرة القدس, والظاهر:
أن المراد بهذه الكتبة كتبها في الألواح التي أعطى موسى, وذكر في كتابه العزيز وصفه
وقال: {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء} [الأعراف:١٤٥]
وقال: {وألقى الألواح} [الأعراف: ١٥٠] ,أو: في اللوح المحفوظ.
وقوله:" فحج آدم موسى " معناه: غلب عليه بالحجة, بأن ألزمه أن جملة ما صدر عنه لم يكن ما هو مستقل به متمكنا من تركه, بل كان أمرا مقضيا عليه, وما كان كذلك لم يحسن اللوم عليه
عقلا, وأما ما ترتب عليه شرعا من الحد والتعزير فحسنه من الشارع لا يتوقف على غرض
أو نفع, وإن سلم فالمقصود منه أن يكون أسبابا منكلة له عن العود إليه, ولغيره عن الاشتغال
بمثله, فيتقي