" وفي حديث جابر: فلما قدمنا ذهبنا لندخل فقال: أمهلوا حتى ندخل ليلا, لكي تمتشط الشعثة, وتستحد المغيبة ".
" ندخل ليلا " أي: عشاء.
" لكي تمتشط " أي: لأن تتهيأ وتتزين لزوجها بامتشاط الشعر. وتنظيف البدن بالحلق ونحوه, والاستحداد في الأصل: استفعال, من الحديد, ومعناه: استعماله.
و" الشعثة ": المنتشرة الشعر, من (شعث) إذا انتشر, والمغيبة: التي غاب عنها زوجها, يقال: أغابت المرأة فهي مغيبة.
فإن قلت: كيف أمر هاهنا بالدخول ليلا, وقد نهى أن يطرق الرجل أهله, وهو: أن يأتيهم ليلا؟!
قلت المراد من النهي أن لا يفاجئ الرجل أهله, لما ذكر في هذا الحديث, أما إذا قدم ليلا بعد إعلام ولبث كما كان في مقدمهم هذا فلا نهي عنه, لانتفاء ما هو المقتضي له.
...
من الحسان:
٧٠٦ - ٢٢٩٧ - عن عبد الرحمن بن عويم: أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالأبكار, فإنهن أعذب أفواها, وأنتق أرحاما, وأرضى باليسير ", مرسل.