أحدكم يجمع, أي: يقرر ويحرز في بطنها.
وقوله:" ثم يبعث الله إليه ملكا ", أي: يبعث الله إليه الملك في الطور الرابع, حينما
يتكامل بنيانه وتتشكل أعضاؤه, فيعين له, وينفث فيه ما يليق به من الأعمال والأرزاق
حسبما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته, فمن وجده مستعدا لقبول الحق واتباعه, ورآه
أهلا للخير وأسباب الصلاح متوجهة إليه, أثبته في عداد السعداء, وكتب له أعمالا
صالحة تناسب ذلك, ومن وجده كزا جافيا قاسى القلب ضاريا بالطبع متأبيا عن الحق أثبت
ذكره في ديوان الأشقياء الهالكين, وكتب له ما يتوقع منه من الشرور والمعاصي, هذا إذا
لم يعلم من حاله وقوع ما يقتضي تغير ذلك, فإن علم من ذلك شيئا كتب له أوائل أمره
وأواخره, وحكم عليه وفق ما يتم به عمله, فإن ملاك العمل خواتيمه, وهو الذي يسبق
إليه الكتاب, فيعمل بعمل أهل الجنة أو النار.
****
٣٩ – ٦٣ – وقالت عائشة رضي الله عنها: دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة صبي من
الأنصار, فقلت: طوبى لهذا! عصفور من عصافير الجنة, لم يعمل سوءا, قال:" أو
غير ذلك يا عائشة! إن الله