خلق الجنة وخلق النار, فخلق لهذه أهلا, ولهذه أهلا, خلقهم لهما وهم في أصلاب آبائهم ".
" عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جنازة صبي من الأنصار"
الحديث.
" طوبى ": فعلى, تأنيث: أطيب ووطوبى له معناه: أطيب المعيشة له.
وقوله:" أو غير ذلك " إشارة إلى ما ذكرنا أن الثواب والعقاب ليسا لأجل الأعمال, وإلا
لزم أن لا يكون ذراري المسلمين والكفار من أهل الحنة والنار, بل الموجب لهما هو اللطف
الرباني والخذلان الإلهي المقدر لهم وهم في أصلاب آبائهم, بل هم وآباؤهم وأصول أكوانهم
بعد في العدم, فالواجب فيهم التوقف وعدم الجزم بشيء من ذلك.
فإن قلت: كيف التوفيق بينه وبين قوله:" [هم] من آبائهم "؟
قلت: ذلك في الأحكام الدنيوية, وهذا في أمر الآخرة, فإن الطفل يتبع أبويه في حكم
الإيمان والكفر, لا فيهما, فإن الإيمان والكفر عبارتان عن التصديق والتكذيب المخصوصين,
وهما لا يحصلان لمن لم يتصف بهما تبعا لغيره.
...
٤٠ – ٨٩ – عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله! ذراري المؤمنين؟
قال::" من آبائهم ", فقلت: يا رسول الله! بلا عمل؟