أنه من أهل النار قدر له خلاف ذلك, وخذله حتى اتبع هواه, وران على قلبه الشهوات, ولم يغن عنه النذر والآيات, فأتى بأعمال أهل النار وأصر بها, حتى طوى عليه صحيفة عمره, وكان ما يدخله النار ملاك أمره, وهو معنى قوله:" وكل ميسر لما خلق له ".
...
٤٢ – ٦٥ – وقال: " إن الله تعالى – كتب على ابن آدم حظه من الزنا, أدرك ذلك لا محالة, فزنا العين النظر, وزنا اللسان المنطق, والنفس تتمنى وتشتهي, والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "
وفي رواية:" الأذنان زناهما الاستماع, واليد زناها البطش, والرجل زناها الخطا ".رواه أبوهريرة - رضي الله عنه -.
" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - , عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا " الحديث.
أراد بالزنا: مقدماته من التمني, والتخطي لأجله, والتكلم فيه طلبا أو حكاية, واستماع
ذلك, ونحوها.
" والفرج يصدق ذلك ويكذبه ",أي: بالإتيان بما هو المقصود من ذلك, أو بالترك والكف عنه, ولما كانت المقدمات – من حيث إنها طلائع وأمارات – تؤذن بوقوع ما هي وسيلة إليه تشابه
المواعيد والأخبار عن الأمور المترقبة, سمي ترتب المقصود عليها – الذي هو كالمدلول لها – وعدم ترتبه: صدقا وكذبا.