أنه قال:" ثم أنتم يا خزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هذيل وأنا والله عاقله, من قتل بعده قتيلا فأهله بين خيرتين إن أحبوا قتلوا, وإن أحبوا أخذوا العقل "
" عن أبي شريح الكعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثم أنتم يا خزاعة قد قتلتم هذا القتيل من هذيل, وأنا والله عاقله, من قتل بعده قتيلا فأهله بين خيرتين, إن أحبوا أخذوا العقل "
هذا من تتمة خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح, ومقدمتها مذكورة في (صحاح باب حرم مكة) من (كتاب الحج) وكانت خزاعة قتلت عام الفتح في تلك الأيام بمكة رجلا من بني ليث من هذيل, يقال له: ابن الأكوع بقتيل لهم في الجاهلية, وأدى رسول الله عنهم ديته.
قوله:" أنا والله عاقله " أي: مؤدي ديته, من العقل وهو الدية, سميت به لأن إبلها تعقل بفناء ولي الدم, أو لأنها تعقل دم القاتل عن السفك.
وقوله:" فأهله بين خيرتين " يدل على أن ولي الدم مخير بينهما, فلو عفا عن القصاص على الدية أخذ بها القاتل وهو المروي عن ابن عباس, وقول سعيد بن المسيب والشعبي وابن سيرين وقتادة, وإليه ذهب الشافعي وأحمد وإسحاق.