والسلام - خص أهل بيته - لاسيما عليا - بأسرار من علم الوحي لم يذكرها لغيره, أو لأنه كان يرى منه علما وتحقيقا لا يجده عند غيره, فحلف أنه ليس عنده شيء من ذلك سوى القرآن, وأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يخص بالتبليغ والإرشاد قوما دون قوما, وإنما وقع التفاوت من قبل الفهم, واستعداد الاستنباط, فمن رزق فهما وإدراكا ووفق للتأمل في آياته, والتدبر في معانيه, فتح عليه أبواب العلوم, واستثنى ما في الصحيفة احتياطا, لاحتمال أن يكون فيها ما لا يكون عند غيره, فيكون منفردا بالعلم به.
والظاهر: أن " ما في الصحيفة " عطف على " ما في القرآن " و" إلا فهما " استثناء منقطع, وقع استدراكا عن مقتضى الحصر المفهوم من قوله:" ما عندنا إلا ما في القرآن" فإنه إذا لم يكن عنده إلا ما في القرآن, والقرآن كما هو عنده فهو عند غيره, فيكون ما عنده من العلوم يكون عند غيره, لكن التفاوت واقع غير منكر ولا مدافع, فبين أنه جاء من قبل الفهم, والقدرة على الاستنباط واستخراج المعاني وإدراك اللطائف والرموز.
قيل: الصحيفة صحيفة كانت في علاقة سيفه, وكان فيها من الأحكام غير ما ذكر في الحديث, ولعله لم يذكر جملة ما فيها إذ التفصيل لم يكن مقصودا, أو ذكر ولم يحفظه الراوي.