للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استدل المعتزلة على (١) أن الشر من العبد لا من الله عز وجل بهذا الحديث، فقالوا: معنى قوله: والشر ليس إليك، أي، والشر ليس منسوبًا إليك.

ونحن نقول: هذا الجارّ يحتمل تعلقه بمحذوف آخر تقديره: والشر ليس قربة إليك.

فالمعتزلة يعلقونه بالأول، ونحن نعلقه بالثاني، فقد حصل الاحتمال في الدليل؛ لأنه يحتمل ما قاله المعتزلة، ويحتمل ما قلناه، فإذا احتمل واحتمل سقط الاستدلال به، فبطل استدلال (٢) المعتزلة به على أن الشر (٣) من العبد للإجمال (٤) فيه.

ومثاله أيضًا: "نهيه عليه السلام عن الركعة البتراء" (٥).


= وأخرج مسلم نحو هذا وفيه: "كان عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يقول: كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يهل بإهلال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هؤلاء الكلمات ويقول: "لبيك اللهم لبيك, لبيك وسعديك والخير في يديك, والرغباء إليك والعمل".
كتاب الحج، باب التلبية وصفتها (٤/ ٨).
وأخرجه أبو داود وفيه: "وكان عبد الله بن عمر يزيد في تلبيته: لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير بيدك والرغباء إليك والعمل".
كتاب المناسك باب كيفية التلبية رقم الحديث العام ١٨١٢ (٢/ ١٦٢).
وأخرجه ابن ماجه وفيه: وكان ابن عمر يزيد فيها: لبيك لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل".
رقم الحديث العام ٢٩١٨، كتاب المناسك، باب التلبية (٢/ ٩٧٤).
(١) في ز: "إلى".
(٢) في ز: "فيبطل الاستدلال"، وفي ط: "فبطل الاستدلال".
(٣) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "على الشر".
(٤) في ط: "لا إجمال"
(٥) رواه ابن عبد البر بسنده إلى أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن البتيراء أن يصلي =