للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى (١): {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} (٢) أي: و (٣) لأنذر به من بلغه القرآن.

وقيل معناه (٤): ولأنذر به من بلغ الحلم (٥).

قوله: (لأن الخطاب موضوع (٦) في اللغة للمشافهة).

ش: هذا دليل الجمهور وبيانه: أن الخطاب - لغةً - معناه: مراجعة الكلام، والمراجعة لا تكون إلا مع الموجود الحاضر (٧) وهو معنى المشافهة.

قال صاحب العين: شافهت الرجل إذا كلمته من فيّ إلى فيه، فلا تقول العرب: أمرتكم ونهيتكم (٨)، أو قوموا (٩) أو اقعدوا، أو افعلوا أو اتركوا، إلا لمن هو موجود (١٠)، فإذا كان الخطاب موضوعًا في أصل الوضع للمشافهة، فلا يعدل عن الأصل إلى غيره إلا بنص أو قياس أو إجماع.

حجة الحنابلة (١١) القائلين بالتعميم: أنه لو لم يتناول خطاب الشفاه من


(١) "تعالى" لم ترد في ز.
(٢) آية رقم ١٩ من سورة الأنعام.
(٣) "الواو" ساقطة من ز.
(٤) "معناه" ساقطة من ط.
(٥) المثبت من ز، وفي الأصل وط: "الحكم".
(٦) المثبت من أوخ وز وش وط، وفي الأصل: "موضوعة".
(٧) في ط: "الخاص".
(٨) في ط: "أو نهيتكم".
(٩) في ط: "وقوموا".
(١٠) انظر: العين ٣/ ٤٠٢.
(١١) في ز: "الحنابلية".