فالحديث ضعيف جداً، مداره على فرات بن السائب، وهومتروك، وقد اضطرب فيه. والرواة عنه ضعفاء. وقصة الغار الواردة فيه، جاءت من طرق أخرى، تنظر في «دلائل النبوة» للبيهقي (٢/ ٢٧٥) وما بعدها. وأما الشاهد الذي أورده المؤلف، وهي معاتبة أبي بكر لعمر، وفيه مسبَّةٌ له، فلا يصح، وإنما ورد في «الصحيحين» مناقشتهما - رضي الله عنهم - ولفظه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - واستُخْلِفَ أبو بكر بعده، وكَفَرَ مَنْ كَفَر من العرب، قال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمَنْ قال لا إله إلا الله فقد عصم مِنِّي مالَه ونفسَه إلا بحقِّه، وحسابُه على الله؟ فقال أبو بكر: والله لأُقاتِلنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإنَّ الزكاة حقُّ المال، والله لو منعوني عِقَالاً كانوا يُؤدُّونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقاتَلتُهُم على منعه. فقال عمر بن الخطاب: فوالله ما هو إلا رأيتُ اللهَ - عز وجل - قد شرحَ صدرَ أبي بكر للقتال؛ فعَرَفْتُ أنه الحق. أخرجه: البخاري في «صحيحه» (١٣٩٩) و (١٤٥٦) و (٦٩٢٤)، ومسلم في «صحيحه» (٢٠).