وكان جيِّد الفهم، حاد الذكاء والحفظ، سافر إلى العراق والشام، واتصل بعلمائها، وسافر إلى مكة وجالس علماءها؛ وكان بارعاً في عدد من العلوم؛ خصوصاً علم الحديث، ويقال عنه: بأنه كان يحفظ الصحيحين. ولما عاد حصلت بينه وبين مشايخه آل سليم جفوة، استمرت حتى توفي الشيخين من آل سليم: محمد بن عمر، ومحمد بن عبدالله. كان صريحاً في أقواله وأفعاله، مشهوراً بالكرم، والعطف على الفقراء. أفاد ابن بسام: بأنه كان أول الأمر على وفاق مع مشايخه آل سليم، ثم حصلت الخلافات بينهما إلى أن توفي الشيخين. وكان أهل العلم في بريدة حزبين: حزب مؤيد لآل سليم، وحزب مؤيد لابن جاسر، وليس بينهما مايوجب الخلاف والنزاع والفرقة، ولكنه غلبة الهوى، ووشاية الأعداء، وجهلة أتباع الطرفين ... أما مايقوله بعض الجهال والأعداء عن تساهله في توحيد الألوهية، وعدم تحقيقه؛ فهو كذب مفترى. =