للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثُمَّ بَيَّنَ (١) المَعْنَى الَّذِيْ لِأَجْلِهِ نَهَى عَنِ المُوَاصَلَةِ، «ثُمَّ» (٢) قَالَ:


= وقيل: انظر من تصاحب، فقَلَّ من نواة طُرحت مع حصاةٍ إلا أشبهتها، ولهذا قال الإمام الغزالي تبعاً لبعض الحكماء: لا يتفق اثنان في عشرة، إلا وفي أحدهما وصف من الآخر، حتى الطير. ورأى بعضهم مرة غراباً مع حمامةٍ، فاستبعد المناسبة بينهما، ثم تأمل فوجدهما أعرجين. فإذا أردتَ أن تعرف من غابَتْ عنك خِلَاله بمَوتٍ أو غَيْبة أو عَدَمِ عِشْرةٍ؛ امتحن أخلاق صاحبِه وجليسِه بذلك؛ وذلك يدل على كمالِه أو نقصِه، كما يدُلُّ الدخان على النار، ولهذا قيل فيه:
إذا أردت ترى فضيلة صاحب ... فانظر بعين البحث من ندمائه
فالمرء مطوي على علاته ... طي الكتاب وتحته عنوانه
وإذا صاحبَ الرجلُ غَيْرَ شكْلِهِ لم تَدُمْ صحبَتُه]. انتهى كلام المناوي.

وانظر كلاماً رائعاً عن تأثير الأسماء في المسميات، في «زاد المعاد» لابن القيم (٢/ ٣٠٧ ـ ٣١١)، «الوابل الصيب» ـ ط عالم الفوائد ـ (ص ٣٥٦)، «تحفة الودود في أحكام المولود» لابن القيم ـ ط. عالم الفوائد (ص ١٧٥) و (ص ٢١١)، و «مفتاح دار السعادة» لابن القيم ـ ط. عالم الفوائد (٣/ ١٤٩٢).
(١) كذا في المخطوطة، و «تفسير القرطبي»، وأما في رسالة الشيخ سليمان بن عبدالله: (ثم بين تعالى المعنى الذي من أجله .. ).
(٢) في «تفسير القرطبي» فقال: (لايألونكم خبالاً)، وليس فيه (ثم).

<<  <   >  >>