لكن ابن سعد ذكر أن أهل مصر ـ وهم أهل بلده ـ ذكروا أنه لم يختلط. فالصواب أنه لم يختلط، لأن أهل مصر أدرى به، وهُوَ سَيءُ الحفظ، وربما زاد سوءاً في آخر عمره. قال ابن معين: ليس بشيء، تغيَّر أو لم يتغير. وبعضهم ذكر الاختلاط بعد احتراق كتبه، وسيأتي بيانه. وأما قبوله التلقين: قاله قتيبة بن سعيد، وأبو الأسود فيما نقله عنه أبو حاتم الرازي، وسعيد بن أبي مريم وقيَّده بأنه في آخر عمره. وأما احتراق كتبه: أثبته: الفلاس، وإسحاق الطباع، وابن حبان، والخطيب. ونفاه: ابن معين، وأبو زرعة. وتوسط قوم فقالوا: لم يحترق من كتبه إلا القليل، وأما جُلُّ أصوله فقد بقيت على حالها. وقال بذلك: عثمان بن صالح السهمي، والذهبي. قال الذهبي في «السير»: الظاهر أنه لم يحترق إلا بعض أصوله. وهذا هو الراجح، وعليه فالقول بأنه اختلط بسبب احتراق كتبه، وأنه حدث بعده من حفظه، فظهرتِ المنكرات في حديثه، قَولٌ مرجوحٌ. قال أبو زرعة: لم تحترق كتبه، ولكن كان ردئ الحفظ. =