وللإنسان في المعاشرة، ثلاثة أحوال: إما أن يكون شكساً، أي: قاسي الطبع، أو ملقًا أي: سلس الطبع، أو مساعداً، أي: تاركاً للخلاف على مقتضى العقل وهو المحمود، وحق الإنسان في المعاشرة أن يتقوى من جهة الفكرة بالمطايبة فىِ الكلام، ومن جهة الغضب بالتحالم، ومن جهة الشهوة بالجود، وأن يتعرى عن أضداد ذلك، وأن يجامل المعاشرين والمعاندين والمشتهين منهم بالإخوان ويصابرهم ويكاشرهم طمعًا في رجوعهم إخواناً واتقاء من شرورهم حتى يكون ظريفاً، فإن الظرف عبارة عن استجماع آلة العشرة من الطلاقة والاحتمال ولين الجانب]. وانظر: «بَهجة المَجَالِس وأُنْس المُجَالِس» لابن عبدالبر (٢/ ٧٠١)، و «الآداب الشرعية» لابن مفلح (٣/ ٥٢٧)، و «محاضرات الأدباء» للراغب الأصبهاني ـ ط. دار صادر ـ (٣/ ٥).