للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَبِيْهِ) (١).

أَقُوْلُ: قَالَ أَهْلُ الْلُّغَةِ: فَإِنَّ لَفْظَةَ (مَعْ) تُفِيْدُ الْاجْتِمَاعَ، تَقُوْلُ: خَرَجْنَا مَعَاً، أَيْ فِيْ زَمَانٍ وَاحِدٍ، وَكُنَّا مَعَاً: أَيْ فِيْ مَكَانٍ وَاحِدٍ، مَنْصُوْبٍ عَلَى الْظَّرْفِيَّةِ، وَقِيْلَ: عَلَى الحَالِ، أَيْ مُجْتَمِعِيْنَ، وَالْفَرْقُ بَيْنَ فَعَلْنَا مَعَاً، وَفَعَلْنَا جَمِيْعَاً، أَنَّ (مَعَاً) تُفِيْدُ الْاجْتِمَاعَ حَالَةَ الْفِعْلِ، وَ (جَمِيْعَاً) بِمَعْنَى كُلُّنَا، وَيَجُوْزُ فَيْهِمَا الْاجْتِمَاعُ وَالْافْتِرَاقُ. انْتَهَى. (٢)

قُلْتُ: وَالْفَاعِلُ يَدْخُلُ تَحْتَ عُمُوْمِ هَذِهِ الْآيَةِ، قَوْلِهِ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (٣)


(١) ينظر في الرد على مثل هذا: «مصباح الظلام» للشيخ: عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب (ص ٢٤٦) وما بعدها.
(٢) النص من «المصباح المنير» للفيومي ـ ط. التقدم في مصر (٢/ ١١٣).
وانظر في معنى (مع) «رصف المباني» للمالِقِي ـ ط. الخراط ـ (ص ٣٢٨)، «الجنى الداني» للمُرادي (ص ٣٠٥)، «مغني اللبيب» لابن هشام ـ تحقيق د. الخطيب، ط. الكويت ـ (٤/ ٢٣٢).
(٣) سورة المائدة، آية (٣٣).

<<  <   >  >>