للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سُبْحَانَهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمَاً إذَا شَاءَ، وَأنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيْئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَأَنَّ كَلِمَاتِهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا، وَهُوَ بَائِنٌ «مِنْ» (١) مَخْلُوْقَاتِهِ). انْتَهَى. (٢)

قُلْتُ: وَكَلَامُهُ حَقٌّ، وَيَشْهَدْ لَهُ الْقُرْآنُ، وَالْأَحَادِيْثُ الْنَّبَوِيَّةُ، وَكَلَامُ أَئِمَّتِهَا، كَمَا سَيَأَتِي ـ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى ـ بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ مُسْتَوٍ عَلَى عَرْشِهِ كَيْفَ شَاءَ، مِنْ غَيْرِ تَمْثِيْلٍ، وَلَا تَشْبِيْهٍ، وَلَا تَكْيِيِفٍ (٣)، كَمَا يَلِيْقُ بِجَلَالِهِ، بَائِنٌ عَنْ


(١) سقطت من المخطوطة.
(٢) النقل فيه تقديم وتأخير، والنص كما يلي من «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» (١٢/ ٥٩٨): [ ... وَالصَّوَابُ فِي هَذَا الْبَابِ وَغَيْرِهِ مَذْهَبُ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَأَئِمَّتِهَا: أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذَا شَاءَ، وَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، وَأَنَّ كَلِمَاتِهِ لَا نِهَايَةَ لَهَا، وَأَنَّهُ نَادَى مُوسَى بِصَوْتِ سَمِعَهُ مُوسَى، وَإِنَّمَا نَادَاهُ حِينَ أَتَى؛ لَمْ يُنَادِهِ قَبْلَ ذَلِكَ، وَأَنَّ صَوْتَ الرَّبِّ لَا يُمَاثِلُ أَصْوَاتَ الْعِبَادِ، كَمَا أَنَّ عِلْمَهُ لَا يُمَاثِلُ عِلْمَهُمْ؛ وَقُدْرَتَهُ لَا تُمَاثِلُ قُدْرَتَهُمْ؛ وَأَنَّهُ سُبْحَانَهُ بَائِنٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ بِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ، لَيْسَ فِي مَخْلُوقَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ الْقَائِمَةِ بِذَاتِهِ، وَلَا فِي ذَاتِهِ شَيْءٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ، وَإِنَّ أَقْوَالَ أَهْلِ التَّعْطِيلِ وَالِاتِّحَادِ الَّذِينَ عَطَّلُوا الذَّاتَ أَوْ الصِّفَاتِ أَوْ الْكَلَامَ أَوْ الْأَفْعَالَ؛ بَاطِلَةٌ، وَأَقْوَالُ أَهْلِ الْحُلُولِ الَّذِينَ يَقُولُونَ بِالْحُلُولِ فِي الذَّاتِ أَوْ الصِّفَاتِ؛ بَاطِلَةٌ، وَهَذِهِ الْأُمُورُ مَبْسُوطَةٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَقَدْ بَسَطْنَاهَا فِي الْوَاجِبِ الْكَبِيرِ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ].
(٣) قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - كما في «مجموع فتاويه» (٥/ ١٦): (الفرق بين التمثيل والتكييف: أن التمثيل ذِكْرُ كيفية الصفة مقيَّدة بمُمَاثِلٍ، والتكييف ذِكْرُ كيفية الصفة غير مقيَّدَةٍ بمُمَاثِلٍ.
مثال التمثيل: أن يقول قائلٌ: يد الله كيد الإنسان، ومثال التكييف: أن يتخيَّل لِيَدِ اللهِ كيفيةً مُعَيَّنةً لامثيل لها في أيدي المخلوقين، فلا يجوز هذا التخيُّل).
وقال في (٥/ ٢٢): والفرق بين التمثيل والتشبيه: أن التمثيل يقتضي المساواة من كل وجْهٍ، بخلافِ التشبيه).

<<  <   >  >>