للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوّةً وضعفاً؛ لأن السياسة تُرغِّبُ وتُلزِمُ بقوة السلطان ما تراه مناسباً لها؛ باختلاف البواعث، ولكل راية أتباع، ولكل أتباع متحمِّسون، تختلف مراتبهم العلمية، ودرجاتهم العقلية.

وإن بين الرياض والقصيم ارتباطاً وثيقاً جداً؛ فالاضطراب في الرياض عاصمة الدولة السعودية يعكس أثراً على القصيم نقصاً واضطراباً.

وقد سبقت الإشارة في (ص ٤٢) إلى الفتنة بين أبناء الإمام فيصل؛ وما تبع ذلك من استيلاء محمد بن عبدالله بن رشيد على بلدان «نجد»: «الرياض» (من سنة ١٣٠٩ هـ إلى ١٣١٩ هـ) و «القصيم» (من سنة ١٣٠٨ هـ إلى ١٣٢٣ هـ).

وبما أن منطقة القصيم منطقة استراتيجية في الجزيرة، خاصةً بين المتنازعين (آل سعود، وآل رشيد)، وهي مليئة بالعلماء الكبار؛ كان فيها اضطرابٌ ونزاعٌ حادَّين يوازي قيمتها وثقلها.

وليس من شرط النزاع العلمي تكافؤ الأدلة والحجج؛ فإن الباطل يرتفع ـ في الظاهر ـ، لينازع الحق؛ بتأييد السلطان، وحمله الناس عليه؛ ترغيباً تارةً، وترهيباً تارات عديدة.

وهذا ما حصل في «بريدة»؛ فيها أهل السنة والجماعة من علماء آل سليم، ومن انتهج نهجهم، وتلامذتهم؛ وهم الأكثرون، وكانوا على وِفَاقٍ

<<  <   >  >>