(١٣٠٠ هـ) من منافرة بين أمير بريدة: حسن بن مهنا، والشيخ القاضي: محمد بن عبدالله بن سليم، فعزم الشيخ على السفر إلى عنيزة ... ثم استعطفه الأمير، فرجع (١).
وقال في حوادث (سنة ١٣٠٦ هـ): [وفي هذه الفترة لاتزال المشاغبات والنزاع مستمراً نتيجة الخلاف الذي جرى في المسائل الدينية بين: الشيخ: محمد بن عبدالله بن سليم، وبين بعض المنتسبين إلى العلم؛ وحاصل هذا النزاع: أن المخالفين للشيخ يقولون بجواز التوسل إلى الله بذوات العلماء والصلحاء، وجواز السفر إلى بلدان المشركين والإقامة بها، ويقولون: إن الهجرة منقطعة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لاهجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية).
ولا ريب أن هذه الأقوال مطروحةٌ، وهذا الحديث يفيد أنه لايهاجر من مكة بعدما فتحت وكانت بلاداً إسلامية.
وقد نتج عن هذا الخلاف افتراق؛ وتَحَزَّبَ لذلك أحزاب، وتوترت العلاقات بين القائلين بالجواز والمانعين له، حتى كان لكل طائفةٌ ردود ومؤلفات وانتصارات، وامتدَّت هذه المحنة قريباً من ربع قرنٍ ـ فإنا لله
(١) «تذكرة أولي النهى والعرفان» لابن عبيد ـ ط. الأولى ـ (١/ ٢٥٤) ـ ط. الرشد ـ (١/ ٢٧٨).