للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستبراء لحديث القبرين في الصحيحين (١)، ولقوله -عليه السلام-: "فَلْيَنْتُر (٢) ذَكَرَهُ ثَلاثًا" (٣) ويجعله بين السبابة والإبهام وينثره (٤) من أصله إلى كمرته (٥) رواه ابن المنذر (٦)، والمراد بالأخبثين البول والغائط، والضمير فيه يعود على قاضي الحاجة، أي: ووجب على قاضي الحاجة استبراء بكذا، وإنما قيد السلت والنتر بالخفة؛ لأن التشديد في ذلك يضر المحل، وليس عليه أن يقوم ويقعد ويتنحنح، ولكن يفعل ما يراه في حقه كافيًا (٧).

(٨) قوله: (وَنُدِبَ جَمْعُ مَاءٍ وَحَجَرٍ) لأنهما يزيلان العين والأثر، ولأن الله تعالى قد مدح أهل قباء لأن ذلك كان من شأنهم (٩).


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري: ١/ ٨٨، في باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله، من كتاب الوضوء، برقم: ٢١٢، ومسلم: ١/ ٢٤٠، في باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه، من كتاب الطهارة، برقم: ٢٩٢، ولفظ البخاري: مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير"، ثم قال: "بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة"، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له: يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: "لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا"، أو "إلى أن ييبسا".
(٢) في (ن): (فلنثر).
(٣) ضعيف، أخرجه ابن ماجه: ١/ ١١٨، في باب الاستبراء بعد البول، من كتاب الطهارة، برقم: ٣٢٦، والبيهقي في الكبرى: ١/ ١١٣، في باب الاستبراء عن البول، من كتاب الطهارة، برقم: ٥٥٢، وأحمد: ٤/ ٣٤٧، مسند عيسى بن يزداد بن فساءة عن أبيه، برقم: ١٩٠٧٦.
قال النووي: رواه أحمد، وأبو داود في المراسيل، وابن ماجه، والبيهقي، واتفقوا على أنه ضعيف، وقال الأكثرون: هو مرسل. انظر: المجموع شرح المهذب: ٢/ ٩١.
(٤) في (ن ١) و (ن ٢): (فيمرهما).
(٥) في (ن ١) و (ن ٢): (بسرته).
(٦) انظر: الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف، لابن المنذر: ١/ ٣٧٠. ولفظه: روينا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا بال أحدكم فلينثر ذكره ثلاث مرات".
(٧) قوله: (وإنما قيد السلت والنتر ... في حقه كافيًا) ساقط من (ن ١) و (ن ٢).
(٨) قوله: (وإنما قيد السلت والنتر بالخفة؛ لأن التشديد ... كافيًا) ساقط من (ن).
(٩) يشير إلى ما ذكره غير واحد من فقهاء المذهب من أن الله تعالى مدح أهل قباء على ذلك بقوله تعالى: {فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِرِينَ} [التوبة: ١٠٨]، وطهارتهم هي جمعهم بين الماء والحجر في الاستنجاء. انظر: الاستذكار لابن عبد البر: ١/ ١٤٢، والذخيرة، للقرافي: ١/ ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>