للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: بل ظاهرها (١) السقوط، وقال جماعة من القروفي وغيرهم: يبني على أول خاطريه (٢)، لأنه فيه شبيه بالعقلاء بخلاف ما بعده.

قوله: (وَبِشَكٍّ في سَابِقهما) أي: فإنه يجب (٣) الوضوء وقد تقدم.

قوله: (لا بِمَسِّ دُبُرٍ) هو المشهور خلافًا لحمديس (٤) في تخريجه ذلك على فرج المرأة (٥)، ورده عبد الحق بحصول اللذة في فرج المرأة.

قوله: (أَوْ أُنْثييْنِ، أَوْ فَرْجِ صَغِيرةٍ، وَقَيْءٍ، وَأَكْلِ (٦) جَزُورٍ، وَذَبْحٍ، وَحِجَامَةٍ، وَقَهْقَهَةٍ بِصَلاةٍ) كلامه ظاهر التصور (٧)، ونص على ذلك في الذخيرة (٨) وغيرها.

قوله: (وَمَسِّ امْرَأَةِ فَرْجَهَا) هكذا قال في الكتاب لا وضوء عليها (٩)، لأن فرجها ليس بذكر فيتناوله الحديث، وروي عن مالك أن عليها الوضوء، لقوله -عليه السلام-: "مَنْ أَفْضَى بِيَدِهِ إِلى فَرْجِهِ فَلْيَتَوَضَّأ" (١٠)، وروي عنه التفرقة بين الإلطاف وعدمه (١١)، واختلف هل الروايات على ظاهرها أو يجعل الثالث تفسيرًا للقولين؟ ، وإلى هذا أشار


(١) في (س): (ظاهر).
(٢) في (س): (خاطر به).
(٣) زاد بعده في (ن): (عليه).
(٤) هو: حمديس القطان، اسمه أحمد بن محمد الأشعري، المتوفى: ٢٨٩ هـ، وصلى عليه محمد بن محمد بن سحنون، يقال: إنه من ولد أبي موسى الأشعري من أصحاب سحنون رحل فلقي بالمدينة أبا مصعب وغيره، وبمصر أصحاب ابن القاسم، وابن وهب، وأشهب. وكان عالمًا، ورعًا، لا يسلك على القناطر التي بناها أصحاب السلطان، ثقة، مأمونًا، شديد التمسك بمذاهب أهل السُّنَّة، كثير التواضع والخوف والإشفاق، لا يرى لنفسه قدرًا، انظر ترجمته في: التعريف بالأعلام والمبهمات، لابن عبد السلام (بهامش الجامع بين الأمهات بتحقيقنا): ١/ ٢٤٥.
(٥) انظر: عقد الجواهر، لابن شاس: ١/ ٤٦.
(٦) زاد بعده في (ن): (لحم).
(٧) (في (س): (طاهر الصور).
(٨) انظر: الذخيرة، للقرافي: ١/ ٢٣٤.
(٩) انظر: المدونة: ١/ ١١٨.
(١٠) صحيحٌ موقوفًا على أبي هريرة، أخرجه البيهقي في سننه الكبرى: ١/ ١٣٣، في باب ترك الوضوء من مس الفرج بظهر الكف، من كتاب الطهارة، برقم: ٦٣٠.
(١١) انظر: النوادر والزيادات: ١/ ٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>