للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتاع إلى ربه؛ فيكون القول قول المكري (١) مع يمينه.

قوله: (وإن قال: بمائة لبرقة، وقال: بل لإفريقية، حلفا وفسخ؛ إن عدم السير، أو قل، وإن نقد) أي: وإن قال المكري: أكريتك بمائة إلى برقة، وقال المكتري: بل إلى إفريقية، فإنهما يتحالفان ويتفاسخان؛ إن لم يسر شيئا من المسافة، أو سار شيئا قليلا لا ضرر على الجمال في رجوعه بسببه، وقاله في المدونة (٢)، قال: وسواء انتقد الكراء، أم لا، وقال غيره: إن انتقد الجمال، وكان يشبه ما قال، فالقول قوله، لأنه مدعى (٣) عليه (٤)، انظر كلام ابن المواز (٥) في الكبير.

قوله: (وإلا فكفوت المبيع) أي: وإن كان اختلافهما فيما (٦) بعد أن بلغ نهاية سفره أي: سفر الجمال وهو برقة في مثاله (٧) أو جله، فهو بمنزلة ما إذا قبض المشترى السلعة وفاتت بيده؛ فإن القول قوله، وكذلك يكون القول قول المكتري؛ لأنه القابض للمنفعة (٨).

(المتن)

وَلِلْمُكْرِي (٩) فِي الْمَسَافَةِ فَقَطْ، إِنْ أَشْبَهَ قَوْلُهُ فَقَطْ، أَوْ أَشْبَهَا وَانْتَقَدَ. وَإنْ لَمْ يَنْتَقِدْ حَلَفَ الْمُكْتَرِي وَلَزِمَ الْجَمَّالَ مَا قَالَ، إِلَّا أَنْ يَحْلِفَ عَلَى مَا ادَّعَى فَلَهُ حِصَّةُ الْمَسَافَةِ عَلَى دَعْوَى الْمُكْتَرِي، وَفُسِخَ الْبَاقِي، وَإنْ لَمْ يُشْبِهَا حَلَفَا. وَفُسِخَ بِكِرَاءِ الْمِثْلِ فِيمَا مَشَى،

(الشرح)

احترز بقوله: (في المسافة فقط)، مما إذا اختلفا فيها وفي الثمن معا، وبقوله: (إن أشبه قوله فقط)، مما إذا أشبه قولهما معا، أو قول المكترى فقط، وهذا الذي ذكره هنا موافق


(١) في (ن ٥): (المكتري).
(٢) انظر: المدونة: ٣/ ٤٩١.
(٣) في (ن) و (ن ٤) و (ن ٥): (مدع).
(٤) انظر: المدونة: ٣/ ٤٩١.
(٥) في (ن ٤): (ابن يونس).
(٦) قوله: (فيما) زيادة من (ن).
(٧) قوله: (أي: سفر الجمال وهو برقة في مثاله) زيادة من (ن).
(٨) زاد بعده في (ن ٤): (فأشبه قوله نقدا ولم ينقد).
(٩) في (ن ٤): (وللمكتري).

<<  <  ج: ص:  >  >>