للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإلى هذا أشار بقوله (١): (إِلا أَنْ يَأتِيَ تَائِبًا) اللخمي: ويجري فيها قول آخر (٢) أنه يعاقب قياسًا على شاهد الزور إذا جاء تائبًا (٣).

قوله: (وَإِطْعَامُ مُدِّهِ عَلَيْهِ الصلاةُ وَالسَّلامُ لمَفَرِّطٍ في قَضَاءِ رَمَضَانَ لِمِثْلِهِ، عَنْ كُل يَوْمٍ لمسْكِينٍ) أي: ووجب إطعام قدر مده عليه الصلاة والسلام على من فرط في قضاء رمضان حتى دخل عليه رمضان مثله عن كل يوم لمسكين (٤) وهذه هي الكفارة الصغرى، ومذهب جمهور أصحابنا أنها مدٌّ بمده عليه الصلاة والسلام، وقال أشهب: يطعم في غير مكة والمدينة مدًّا ونصفًا، وهو قدر شبع (٥) أهل مصر، وعنه يطعم بغيرهما مدًّا وثلثًا (٦).

قوله: (وَلا يُعْتَدُّ بِالزائِدِ) هو معنى قوله في المدونة: ولا يجزئ أن يطعم لكل مسكين أكثر من مد (٧)؛ أي: فإن زاد على ذلك شيئًا فلا يعتد به، بل تكون المساكين عدد الأمداد المترتبة (٨) عليه، ولا خلاف فيه بين أصحابنا إلا ما قاله (٩) ابن عبد السلام: أن الأظهر


= كتاب الصوم، برقم: ١٨٣٤، ومسلم: ٢/ ٧٨١، في باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان، من كتاب الصيام، برقم: ١١١١. ولفظه: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هلكت، يا رسول الله، قال: "وما أهلكك؟ "، قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: "هل تجد ما تعتق رقبة؟ " قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ "، قال: لا، قال: "فهل تجد ما تطعم ستين مسكينًا؟ "، قال: لا، قال: ثم جلس فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بعرق فيه تمر؛ فقال: "تصدق بهذا"، قال: أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا؛ فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه، ثم قال: "اذهب فأطعمه أهلك".
(١) قوله: (ألا يأتي أحد ... هذا أشار بقوله) مكرر في (س).
(٢) قوله: (آخر) ساقط من (س).
(٣) انظر: التبصرة، للخمي، ص: ٨٠١.
(٤) قوله: (أي ووجب إطعام ... كل يوم لمسكين) زيادة من (ز ٢).
(٥) قوله: (قدر شبع) يقابله في (ن ٢): (قد يشبع).
(٦) انظر: النوادر والزيادات: ٢/ ٥٤، ونصه: "قال أشهب: يُجْزِئُهُ مُدٌّ لكل يومٍ بالمدينة ومكَّةَ، وليخرجْ بغيرهما مُدًّا وثُلثًا". اهـ.
(٧) انظر: المدونة، دار صادر: ١/ ٢١٨.
(٨) في (ن ٢): (المرتبة).
(٩) في (ن ٢): (قال).

<<  <  ج: ص:  >  >>