للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بألا يكون جل غنم أهل (١) البلد المعز، فإن كان جلها ذلك (٢) أخذ منها شاة وإن خالفت غنمه؛ لأن الحكم للغالب، ولو كلف الضأن (٣) مع كون جل غنم أهل (٤) البلد المعز لشق ذلك عليه.

قوله: (وَالأَصَحُّ إِجْزَاءُ بَعِيرٍ) أي: إذا دفعه رب الإبل عن الخمس عوضًا عن الشاة، وهذا ظاهر، لأنه مواساة من جنس المال بأكثر مما وجب عليه، وهو قول ابن عبد المنعم القروي (٥) من أصحابنا، وصححه ابن عبد السلام كما قال هنا (٦)، وحكي ابن شاس عن الباجي والقاضي أبي بكر عدم الإجزاء (٧).

قوله: (إِلَى خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، فَبِنْتُ مُخَاضٍ) يريد أن الإبل لا تزال تزكي من غير جنسها في كل خمس شاة إلى أن تبلغ خمسًا وعشرين فحينئذٍ تزكي من جنسها فيكون فيها بنت مخاض، وهكذا ورد عنه عليه الصلاة والسلام في كتابه لعمرو بن حزم وفيه: "ليس فيما دون خمسة ذود من الإبل صدقة، فإذا بلغت خمسة ففيها شاة إلى تسع، فإذا بلغت عشرة ففيها شاتان إلى أربع عشرة، فإذا بلغت خمس عشرة ففيها ثلاث شياه إلى تسع عشرة، فإذا بلغت عشرين ففيها أربع (٨) شياه إلى أربع وعشرين، فإذا بلغت خمسًا وعشرين إلى خمس وثلاثين ففيها بنت مخاض، فإن لم توجد بنت مخاض فابن لبون


(١) قوله: (أهل) ساقط من (ن ٢).
(٢) قوله: (كان جلها ذلك) يقابله في (ن ٢): (كانت كذلك).
(٣) في (ن ٢): (ضائنة).
(٤) قوله: (أهل) زيادة من (ن).
(٥) هو: أبو الطيب عبد المنعم بن إبراهيم الكندي المعروف بابن بنت خلدون، المتوفي سنة ٤٣٥ هـ، الإمام المشهور بالعلم والصلاح، الفقيه العالم المتقن في علوم شتى مع نبل وحذق، إليه المفزع، له رحلة دخل فيها مصر وغيرها، أخذ عن أبي بكر بن عبد الرحمن وأبي عمران الفالصي، وبه تفقه اللخمي وأبو إسحاق بن منظور القفصي وعبد الحق وابن سعدون وغيرهم، له على المدونة تعليق مفيد، وكان له حظ وافر في الحساب والهندسة، حكي أنه كان دبر جلب مياه البحر من ساحل تونس إلى القيروان وسوقه خليجًا من هناك بنظر هندسي ظهر له فاخترمته المنية قبل نفاذ ما دبره. انظر ترجمته في: ترتيب المدارك: ٨/ ٦٦، ومعالم الإيمان: ٣/ ١٨٤، وشجرة النور، ص: ١٠٧.
(٦) انظر: التوضيح: ٢/ ٢٧٧.
(٧) انظر: عقد الجواهر: ١/ ٢٠٠.
(٨) قوله: (ففيها أربع) يقابله في (ن ٢): (فأربع).

<<  <  ج: ص:  >  >>