للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العطش، فنزعت خفها وأدلته في بئر، فرفعته ممتلئًا ماء، فسقت الكلب فشكر الله لها فغفر لها.

[صلاة الإمام وهو جالس]

فيه حديث: هشام بن عروة عن أبيه:

«أن رسول الله خرج في مرضه» إلخ.

قال ابن عبد البر: «لم يختلف رواة «الموطإ» في إرساله، وقد أسنده جماعة عن عائشة منهم: حمَّاد بن سلمة، وابن نمير، وأبو أسامة». قلت: تبعه شراح «الموطإ» وهو غفلة؛ لأن مالكًا رواه مسندًا بأطول مما هنا في «جامع الصلاة».

[الصلاة الوسطى]

نزل قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى} [البقرة: ٢٣٨] فتلقاها من المسلمين من قرأها ومن سمعها مدَّة حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يسأله أحد عن المراد منها. والمظنون بهم أن سكوتهم عن السؤال عن تعيينها ما كان إلا لأنهم عرفوا المراد منها، إمَّا: بغلبةِ هذا الوصف على صلاةٍ معينة من الصلوات الخمس، وإمَّا: باستفادة تعيينها من تحقق هذا الوصف في إحدى الصلوات تحققًا أشد منه في غيرها وأولى. ولم يتجاوزوا ذلك الفهم إلى الخوص بينهم في إعلان المراد منها؛ لأن شأنهم كان أن يحافظوا على كل ما أمروا به سواء كان واجبًا أو مرغبًا فيه، ولذلك قل خوضهم في التمييز بين الأمر المقصود منه الوجوب، والأمر المقصود منه الندب، وقد كان الذين تلقوا الآية وسمعوها وفهموا المراد منها ابتداءً هم أهل مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ثم انقرض

<<  <   >  >>