للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلب، أو رحم يطلق على البعيد والقريب يجوز أم يوصف بدنيا للتنصيص على أنَّ المراد القريب منه دون البعيد، واسم الاب والأمِّ يطلقان على الجدِّ والجدَّة واستعماله في «الموطإ» جرى على هذا. وأعلم أنَّه إذا جعل دنيا بكسر الدال فهو إما اسم مصدر بمعنى الدنو مثل: ذِكرى؛ فتكون ألفه للتأنيث فلا يطابق موصوفه، وهذا هو الراجح فيه؛ ولذلك جرى على موصوفه بدون مطابقة في التذكير والإفراد وضدِّهما، كقوله هنا: «الأب دنيا»، وإمَّا وصفٌ على وزن فِعْل مثل: جلي؛ فيكون نعتًا أو حالاً ممَّا قبله فيطابق، فيقال: ابن عمٍّ دنيا وابنُ عمَّة دِنيةٍ، وألفه ليست ألف تأنيث فيكون منونًا؛ ولذلك يجوز تنوينه هنا على أنَّه حال من الأب.

مِيرَاثُ الإِخْوَةِ لِلأَبِ

وقع فيه قوله: «وإن لم يكن بنو الأب والأم إلا امرأة واحدة أو أكثر». جرى كلامه على تغليب التذكير هنا تبعًا للتغليب في قوله قبيلة: «فكان في بني الأب والأم ذكر». استثنى «امرأة» وهي مفرد من «بنو الأب» وهو جمع؛ لأن «بنو الأب» أريد به الجنس، فلا التفات فيه إلى إفراد ولا جمع، كأنَّه قال: وإن لم يكن جنس أبناء الأب والأم، أي: الأشقَّاء إلَّا امرأة، وعليه فيتعين جعل (كان) ناقصة و (امرأة) خبرها بعد الاستثناء المفرغ. ونظيره قوله الآتي في ميراث الجدِّ: «إلَّا أن يكون الإخوة للأب والأمِّ امرأة واحدة».

***

ووقع فيه قوله: «تَتِمَّة الثلثين». التتمة بفتح التاء الأولى، وكسر التاء الثانية بوزن تكملة ومعناها، وهو ما يتمُّ به الشيء، ويغلط من يكسر التاء الأولى كثيرون.

مِيرَاثُ الجدِّ

وقع فيه قوله: «يبدأ بأحد إن شركه بفريضة»؛ فجاء بلفظ (أحد) المراد به

<<  <   >  >>