للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تعالج المريض]

وقع فيه قوله: «فاحتقن الجرح الدم» احتقن مطاوع حقن الذي هو بمعنى حبس، وغلب استعماله لغة في حبس المائعات، يقال: حقن اللبن في الوطب، وحقن الماء في السقاء، وحقن فلان بوله حبسه، وفي المثل: «لا رأي لحاقن»، ثم قالوا: حقنوا دماءهم، إذا اصطلحوا أو تركوا القتال على سبيل الاستعارة، ولذلك يقال: احتقن الدم إذا انحبس في الجوف أو غيرها، تقديره: حقنه حاقن فاحتقن، فقوله هنا: «احتقن الجرح الدم» برفع الجرح ونصب الدم جرى على تحويل الإسناد، وأصله: احتقن دم جرحه، فأسند الاحتقان للجرح وجعل الدم تمييزًا له، كما يقال: انكفأ الإناء ماء. وقد جاء التمييز معرفًا بلام الجنس على القليل، كقوله: «وطبت النفس» على قول الكوفيين، والدم إذا احتقن في الجرح استحال مدَّة فأحدث أوجاعًا ويخاف منه الفساد.

السُّنَّة في الشَّعر

وقع فيه قوله: «إنَّ ابن عمر كان يكره الإخصاء ويقول: فيه تمام الخلق». وقع هذا الأثر تحت هذه الترجمة في جميع نسخ «الموطإ» من رواية يحيى بن يحيى ولم يذكر غيره من رواة «الموطإ» فيما رأيت، ولعله أراد أن يزيد في

<<  <   >  >>