للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ

وقع فيه قول القاسم بن محمد رحمه الله: «ثم تقف حتى يبيض ما بينها وبين الناس من الأرض».

أي: حتَّى يخلو المكان من الناس، فعبَّر عنه بالابيضاض تبعًا لتعبيرهم عن الناس بالأّسْودة، كما ورد في حديث الإسراء في ذكر آدم: «فإذا عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة»، ويقال للإنسان: سَواد. قال حسان:

لا يسألون عن السواد المقبل

ويسمى الجمع الكثير السوادَ الأعظم، فجُعل خلو الأرض من سواد الناس بَياضًا. وهم يصفون الأرض بالبياض أيضًا إذا كانت ظاهرة، قال الحماسي:

بيضٌ طرائقنا تغلي مراجلنا ... نأسو بأموالنا آثارَ أيدِينا

أي: لكثرة ورود العفاة والمستضيفين في طرقهم لم يبق فيها لون التُّراب أحمرَ وصار أبيض. وفي المشارق «قال مالك: معنا تظهر لها الأرض، يريد يذهب الناس من الموقف».

مَا جَاءَ فِي صِيَامِ أَيَّامِ مِنْى

مالك عن أبي النصر، عن سليمان بن يسار، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صيام أيام منى.

ذكر ابن عبد البرِّ أنَّ مرسل في جميع الروايات عن مالك، وأنَّ النسائي وصله

<<  <   >  >>