للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتعة مرتين، ونسخ أكل لحوم الحمر الأهلية مرتين. وكلُّ ذلك بناء على أساس واه نشأ عن اضطراب في الرواية في أحكام هذه الثلاثة، وليس هذا موضع بيانه.

وإنما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستقبال بين المقدس في مدة مقامه بمكة؛ لأن الكعبة كانت محوطة بالأصنام، فلو استقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاتخذ المشركون ذلك شبهة يرجون بها صحة معتقدهم، فلما هاجر رسول الله عليه الصلاة والسلام والمسلمون إلى المدينة وتقرَّرت مجافاته لشعائر الشرك بالخروج من بين المثرين على الإشراك لم يبق في استقبال الكعبة شُبهة يتخذها المشركون حجة على المسلمين، والحكمة في إمهال الأمر باستقبال الكعبة إلى مضي ستة عشر شهرًا من حين الهجرة إلى المدينة، قطعُ طماعية المشركين في ندامة المسلمين على خروجهم من مكة أن يقولوا: لما خرجوا من بيتنا حنُّوا إلى مكة فاقتنعوا باستقبالها؛ فكانت المدة التي مضت مدة لا يبقى للشوق بعدها مخامرة للنفوس، فلا يستطيع مدع أن يدعي أن الاستقبال كان حنينًا إلى الأوطان، ومن الناس من قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استقبل بيت المقدس تأليفًا لليهود بالمدينة. وهذه غفلة إذ قد استقبله بمكة وليس في مكة يهود. ثم اختار الله لرسوله عليه الصلاة والسلام وللدين أن تكون قبله أهله الكعبة؛ لأنها أولى الجهات باستقبال مناجي ربه، إذ الكعبة أول بيت أقيم لإعلان توحيد الله، كما بيَّناه في تفسير قوله تعالى: {إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران: ٩٦]، ولأنه أول بيت بناه رسول بيده. فإنه بناه إبراهيم قبل أن يبني المسجد الأقصى.

[الرخصة في قراءة القرآن على غير وضوء]

مالكٌ عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن مجمد بن سيرين، أن عمر بن الخطاب كان في قوم وهم يقرؤون القرآن، فذهب لحاجته، ثم رجع وهو يقرأ القرآن، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أتقرأ القرآن ولست على وضوء؟ ، فقال له عمر: من أفتاك بهذا أمسيلمة؟

<<  <   >  >>