في غير معناه، وهو: إيجاد نضارة الأرض وإحداث خضرتها، فقوله:(أحيا) استعارة تبعية.
وكذلك الشباب مستعمل في غير معناه، لأنه فترة القوة والحيوية في الإنسان، وقد استعيرت لزمن الربيع.
وكما في قولك:"أحيتنا مصابيح الإسلام"، أي: هدتنا علماؤه، فالطرفان وهما:(أحيا) و (مصابيح) مستعملان في غير ما وضعا له، وذلك لأن الإحياء في الأصل: إيجاد الحياة في الحيوان، ثم نقل إلى معنى الهداية على سبيل الاستعارة التبعية.
والمصابيح في الأصل، جمع مصباح، وهو السراج، ثم استعمل في العلماء على سبيل الاستعارة الأصلية.
ولعل هذه الصورة من صور المجاز لم تدر على السنة العرب، ولهذا لم نجوا أحدًا ممن شرحو تلخيص الخطيب القزويني قد أتى بشاهد مأثور لهذه الصورة، لا من الشعر ولا من النثر.
اللهم إلا ما تكلفوا من أمثلة مصنوعة، ليتموا بها قسمتهم العقلية.
الثالث: ما كان فيه المسند حقيقة، والمسند إليه مجازًا، وذلك في قولك:
هدتنا مصابيح الإسلام، فالمسند وهو "الهداية" مستعمل في حقيقته، والمسند إليه - وهو المصابيح - مستعمل في مجازه، والإسناد مجاز عقلي" من إسناد الفعل إلى سببه، لأن الهادي هو الله تعالى والعلماء سبب في الهداية.