يقول الشاعر: لو كنت من قبيلة مازن لما أغار بنو ذهل على إبلي واستأصلوها أخذاً ونهباً، ولو كان ذاك لقام بنصري قوم صعاب أشداء يدفعون عني ويأخذون بحقي ممن اعتدى علي وظلمني إذا لان ذو الضعف ولم يدفع ضيماً ولم يحم حقيقة، فهم قوم يقومون على المكاره، ويسرعون إلى الشدائد؛ فلا يتكل بعضهم على بعض؛ بل كل يرى أنه حقت عليه الإجابة؛ فيسرعون مجتمعين ومتفرقين؛ فإذا دعاهم داع لنصره على أعدائه أسرعوا إلى الحرب ولم يسألوا عن سببها؛ ولا يتعلون كما يتعلل الجبناء؛ لكن قومي لا يلجون باب الشر - وإن كان هيناً - فهم جبناء.
والشاهد في الأبيات قوله:(قومي) حيث عرف المسند إليهم وهم قوم الشاعر؛ بإضافتهم إليه؛ لأن هذه الإضافة قد أغنته عن تفصيل متعذر لقومه.
ولعلك تلحظ معي نبرة التحسر التي تنبع من إضافة قوم الشاعر إلى نفسه حيث خذله قومه، ونصره الغرباء!
وقد لا يكون التفصيل .. في المسند إليه متعذراً، ولكن يمنع منه خشية الملل والسآمة؛ فيؤتى بالمسند إليه معرفاً بالإضافة لهذا الغرض، وذلك كما في قول الشاعر:
قبائلنا سبع؛ وأنتم ثلاثة ... والسبع خير من ثلاث وأكثر
فإن تعداد قبائله السبع؛ بأن يقول: قبيلة كذا، وقبيلة كذا، ليس متعذراً، ولكنه يوقع في السآمة والملل (١).
وقد ذكر الخطيب قول الحارث بن وعلة الجرمي:
قومي هم قتلوا - أميم - أخي ... فإذا رميت يصيبني سهمي