للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا فإنك تراه قد عرف هذه الفضائل بالإضافة إليه تعظيماً لشأنه في قوله: "فتوتي، ومروءتي، وقناعتي، وعفافي، ومكارمي".

ولعلك قد لاحظت الفرق بين الإضافة في قوله "منزلي" والإضافة في قوله "منزلي الأضياف"؛ حيث تضمنت الإضافة تعظيماً لشأن المضاف إليه في الأول، ولكنها قد تضمنت تعظيماً لشأن المضاف في الثاني فقد أضاف الشاعر المنزل إلى نفسه تعظيماً لها، بينما أضافه إلى الأضياف تعظيماً للبيت نفسه.

وقد تتضمن الإضافة تحقيراً لشأن المضاف، كما في قولك: "أخوا اللص قادم" ففي الإضافة تحقير للمضاف بأن أخاه لص. ومنه قول الله تعالى: "أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ" (١)، فقد عرف المسند إليه بالإضافة تحقيراً لشأن المضاف.

وقد تتضمن تحقيراً لشأن المضاف إليه، كما تقول: "ضاربك قادم" فقد تضمنت الإضافة تحقيراً لشأن المضاف إليه بأنه أهين بالضرب.

ومما جمع فيه بين تحقير المضاف إليه وتعظيمه: قول جميل عبد الله بن معمر العذري (٢):

أبوك حباب، سارق الضيف برده ... وجدي - يا حجاج - فارس شمرا

بنو الصالحين الصالحون، ومن يكن ... لآباء صدق يلقهم حيث سيراً


(١) المجادلة: ١٩.
(٢) ديوان الحماسة لأبي تمام، ج ١، ص ١٢١.

<<  <   >  >>