للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن أبيتم فأنا معسر أنف ... لا نطعم الخف إن السم مشروب

فازجر حمارك لا يرتع بروضتنا ... إذا يرد وقيد العير مكروب

الدرع المحقبة: المشدودة في الحقيبة، والسيف مقروب: أي مغمد في قرابه. والعير: هو الحمار.

يقول الشاعر: إن لنا فيه في الخير، فإن أردتم المسالمة وحقن الدماء، أعطيناكم الحق في حال السلم واحتقاب الدروع وإغماد السيوف، وإن أبيتم إلا الحرب فإنا ذوو حمية، وعزة نفس، تصبر نفوسنا على شرب السم، ولا تصبر على أن يتعالى علينا غيرنا، فكف عن التعرض لنا، والدخول في حريمنا فإنك إن لم تفعل ذلك ذممت عاقبة أمرك، وضاق بك المتسع.

والشاهد في الأبيات قوله: (نعط الحق) وقوله: (وقيد العير).

فقد أتى بالمفعول في الموضع الأول اسماً ظاهراً - وهو الحق - وكان ظاهر المقام يقتضي أن يؤتي به ضميراً، لتقدم مرجعه؛ ولكنه آثر الإظهار على الإضمار، لما في لفظ (الحق) من معنى يحرص الشاعر على تمكينه في نفوس مخاطبيه، وهو أنهم يحرصون على إعطاء الحق لمن يستحقه.

وأتى بالمضاف إليه في الموضع الثاني اسماً ظاهراً - أيضاً - وهو العير - وكان ظاهر المقام لإضماره لتقدم مرجعه، ولكنه آثر الإظهار على الإضمار لما في لفظ (العير) من معنى يحرص الشاعر على تمكينه في نفوس مخاطبيه وهو أن عيرهم يقيد ويرد إليهم مكروباً، إن حاولوا الزج به ليرتع في أرضهم.

<<  <   >  >>