للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء ضياء الدين بن الأثير المتوفي ٦٣٧ جعله شاملاً لأنواع ثلاثة:

الأول: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة.

والثاني: الالتفات من المستقبل إلى فعل الأمر ومن الماضي إلى الأمر.

والثالث: الالتفات من الماضي إلى المستقبل، ومن المستقبل إلى الماضي.

ولكن أبا يعقوب السكاكي المتوفي ٦٢٦ هـ قصره على الانتقال بين التكلم والخطاب والغيبة، فقال: "التكلم والخطاب والغيبة - مطلقاً - بنقل كل واحد منها إلى الآخر" ثم قال: "ويسمى هذا التفاتاً عند علماء المعاني".

فلما كان الخطيب القزويني المتوفي ٧٢٩ هـ ذكر أن المشهور عند البلاغين - في تعريف الالتفات -: "التعبير عن معنى بطريق من الطرق الثلاثة - التكلم والخطاب والغيبة - بعد التعبير عنه بطريق آخر منها" وأن هذا التفسير أخص من تفسير السكاكي، لأنه أراد بالفعل، "أن يعبر عنه بطريق من هذه الطرق عما عبر عنه بغيره، أو كان مقضي الظاهر أن يعبر عنه بغيره منها".

وسوف نسير في تطبيقنا النصوص الأدبية على ما هو مشهور عند جمهور البلاغين، لأن ما اعتبره السكاكي التفاتاً، إنما هو في حقيقته تجريد، لأن الشاعر - مثلاً في قوله "طحا بك قلب) قد جرد من نفسه حقيقة مثلها وخاطبها، فالضمير واقع في محله (١).


(١) شروح التلخيص ١/ ٤٧٢.

<<  <   >  >>