على أهميتها لا تستوعب أصول البلاغة - في رأيه - كما يجب أن تكون، حتى تساير الأدب الإنشائي في أساليبه وفنونه، وبمقارنته بين أبحاث البلاغة التي دونتها الكتب العربية، وبين موضوعها كما يجب أن يكون فإنه يفرد النتائج التالية:
أولاً: أن نصف البلاغة العربية النظرية مفقود في اللغة العربية، أكثره في قسم الفنون الأدبية، وباقيه في قسم الأسلوب.
ثانياً: أن شطراً من الأسلوب قد درس تحت عنوان: "المعاني"، و"البيان" و"البديع" وهو شطر يعوزه التنسيق، ولا حاجة بنا الآن إلى هذه الأسماء.
ثالثاً: أن البلاغة العربية في حاجة إلى وضع علمي جديد يشمل هذه الأبواب والفنون، ويصل بينها وبين الطبيعة الإنسانية وملابساتها الزمانية والمكانية حتى يخدم الأدب. هذا إلى جانب البحث التاريخي الذي يفرد له بحث خاص.
رابعاً: أن الأدباء هم أولى الناس بدراسة البلاغة حتى يخلصوها من أساليب الفلاسفة ومذاهبهم وألفاظهم.
أما موضوع علم البلاغة فقد حصره في بابين أو كتابين هما:"الأسلوب" و"الفنون الأدبية"(١).
أما الأسلوب: فتدرس فيه القواعد التي إذا اتبعت كان التعبير بليغاً، فتدرس الكلمة والصورة، والجملة والفقرة والعبارة، والأسلوب من حيث أنواعه وعناصره وصفاته ومقدماته وموسيقاه، وقد وضع البلاغة العربية
(١) ... الأسلوب ص ٢٩ (مكتبة النهضة المصرية القاهرة ١٩٥٦).