للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تكلم في صفات الأسلوب، وهي في نظره ثلاث: الأصالة، والوجازة، والتلاؤم.

(أ) أما الأصالة: فهي: أن يبنى الأسلوب على ركنين أساسيين عن خصوصية اللفظ، وطرافة العبارة، وتلك هي الصفة الجوهرية للأسلوب البليغ، فلا يكتب الأديب كما يكتب الناس، بل يكون أصيلاً في نظرته وكلمته وفكرته وصورته ولهجته، فلا يستعمل لفظاً عاماً، ولا تعبيراً محفوظاً، ولا استعارة مشاعة، وخصوصية اللفظ: هي دلالته التامة على المعنى المراد، ووقوعه الموقع المناسب، وطرافة العبارة: أساسها الابتكار في حكاية الخبر، وتصوير الفكر، وتقويم الموضوع.

(ب) وأما الوجازة: فهي أصل بلاغة اللغات، وهي في البلاغة العربية أصل وروح وطبع، لأن الإيجاز يزيد في دلالة الكلام من طريق الإيحاء، لأنه يترك على أطراف المعاني ظلالاً خفية يشتغل بها الذهن ويعمل فيها الخيال حتى تبرز وتتكون، وتتسع وتتشعب إلى معانٍ أخر يحملها اللفظ بالتفسير والتأويل.

(جـ) وأما التلازم، أو الموسيقية، فهي صفة جامعة لكل وصف، لا بد منه للفظ، حتى يكون الكلام خفيفاً على اللسان، مقبولاً في الأذن، مرافقاً لحركات النفس. مطابقاً لطبيعة الفكرة أو الصورة أو العاطفة التي يعبر عنها الكاتب أو الشاعر.

٢ - "الأسلوب" للأستاذ/ أحمد الشايب: وقد رأى المؤلف أن الدراسة النظرية للبلاغة العربية قد انتهت عند المتقدمين إلى علوم: "المعاني" و"البيان" و"البديع": فدرسوا في المعاني الجملة متصلة، أو منفصلة كما درسوا في البيان، والبديع الصورة بسيطة أو مركبة، من تشبيه ومجاز وكناية وحسن تعليل وتوابع أخرى من البديع، إلا أن هذه الدراسات

<<  <   >  >>