تقول أم السليم عن ولدها، إنه خرج طائفاً يطلب النجاة من الفقر فمات، ولكنها التفت إليه مناجية باكية: ليتني أعلم سبب موتك؟ أصدك المرض عن العودة أم عرض لك عدو فقتلك، أم أصابك من الحوادث ما خطفك خطفة الجل؟ والمنايا للفتى بالمرصاد وأينما ذهب، ولئن كنت قد فقدتك، فلقد حزت كل خصلة، فلا توجد لأحد مزية إلا وهي لك؛ وإذا مادنا الأجل فإن كل شيء يقتل، وكثيراً ما قلت مقصدك بلا تعب، إن الذي شغلك عن جوابي أمر عظيم، وسأسلي النفس بالصبر إذ صار جوابك مستحيلاً، وأتمنى أن يملك قلبي الصبر عنك ساعة، أو أن نفسي هي الهالكة دونك.