لأحد حاملي ألوية التجديد في البحث البلاغي، فالأستاذ أمين الخولي كان على علم بمنهج البلاغة عند الغربيين، كما أنه مزود بتراث قديم من مناهج البحث البلاغي في اللغة العربية، وقد وضع منهجاً لدراسة "فن القول" فقسمه إلى: مبادئ، ومقدمات، وأبحاث:
(أ) أما المبادئ: فتتصل بفن القول وتعريفه وغايته وصلته بغيره من الدراسات، وصلته بفن الأدب وتاريخه ونقده.
(ب) وأما المقدمات: فهي: مقدمة تدرس الفن وحقيقته ومنزلته بين المعارف الإنسانية وعلاقته بالفلسفة وبالعلم وبالجمال، ومقدمة أخرى نفسية تتناول القوى الإنسانية المختلفة، وصلة بعضها ببعض، ونواحي اتصالها بالعمل الفني، وتأثيرها فيه، وتدرس الحياة الوجدانية والعواطف والمشاعر الإنسانية وما تمد به العمل الفني ولا سيما الأدبي.
(جـ) وأما الأبحاث: فمنها ما يدرس الكلمة من حيث هي عنصر لغوي ويدرس حسنها من حيث جرسها الصوتي، ومن حيث أداؤها لمعناها، وتناسب الصوت والمعنى، والجزالة والرقة، وزيادة حسن أداء الكلمة لمعناها بتأثير الرنين الصوتي في الجناس والسجع والترصيع، والتصريع ورد العجز على الصدر ولزوم ما لا يلزم، ثم دراسة الكلمة من حيث هي جزء من الجملة وحسن دلالتها على معناها في الجملة وتأثيرها بالوضع، والاستعمال، ثم نظم الجملة وله أثره في هذه الدلالة، وفضل القول في هذا، وأدخل كثيراً من مباحث النحو وأبواب البلاغة في هذا المضمار.
ومنها: ما يدرس الجملة وربط جزأيها في الإسناد وإسناد الشيء لما ليس له وما يراعى في ذلك من الاعتبارات الأدبية، وأثره في المعنى والتأكيد والقصر ومعاني أدوات الشرط والإيجاز والإطناب وفي الفقرة يدرس الترقيم اللفظي، وأطلقه على مبحث الفصل والوصل، والإيجاز