للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(لعاب الأفاعي القاتلات لعابه) أن لعاب الأفاعي مبتدأ، ولعابه: خبر - كما يوهمه الظاهر - أفسدت عليه كلامه. وأبطلت الصورة التي أرادها فيه.

وذلك لأن غرض الشاعر: أن يشبه مداد قلمه بلعاب الأفاغي، ووبارى الجنى، أي أن لعابه سم لأعدائه، وشفاء لأوليائه، فإذا ما كتب في التهديد والوعيد كان كسم الأفاعي، وإذا ما كتب في العطايا والصلات حقق النفوس ما تحلو مذاقته عندها، وأدخل السرور واللذة عليها، وهذا المعنى إنما يتحقق إذا كان لعابه: مبتدأ، ولعاب الأفاعي خبراً، فأما تقديرك أن يكون، (لعاب الأفاعي) مبتدأ، و (لعابه) خبراً، فإنه يبطل ذلك، ويخرج بالكلام إلى ما لا يجوز أن يكون مراداً في مثل غرض أبي تمام، وهو أن يكون أراد أن يشبه لعاب الأفاعي بالمداد، ويشبه كذلك بارى الجنى (١).


(١) دلائل الإعجاز ٢٨٣.

<<  <   >  >>