للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشاهد هنا: قوله: "ضارع لخصومة" حيث حذف المسند إلى "ضارع" والتقدير: "يبكيه ضارع" لأنه واقع في جواب سؤال مقدر تقديره: "من يبكيه؟ ".

وذلك لأنه لما قال: "ليبك يزيد" ببناء الفعل للمجهول وقع فيه إبهام، فكأن سائلاً سأل: من يبكيه؟ فقال: ضارع لخصومة، أي: يبكيه ضارع لخصومة، ونحتبط مما تطيح الطوائح.

وهذا البيت - وإن كان قريب المعني من قول لبيد في رثاء النعمان بن المنذر (١):

ليبك على النعمان شرب وقينة ... ومختبطات كالسعالي أرامل

أي. ليبكة الأرامل والضعيفات من طالبات معروفة، فقد حرموا بموته نعيم الحياة، ولذيذ العيش ولتبكة الأرامل والضعيفات من طالبات معروفة فقد حرمن بموته المعين على نواثب الدهر.

إلا أن بيت الحرث بن ضرار بن نهشل قد بني فيه "ليبك" للمجهول، فأسند الفعل إلى نائب الفاعل، وهو "يزيد" بينما بيت لبيد قد بني فيه "ليبك" للمعلوم وأسند الفعل إلى فاعله ولهذا فإن بيت الحرث فيه حذف المسند، بينما بيت لبيد لبس فيه حذف للمسند.

وكان لضيع الحرث بن ضرار من مزايا النظم البلاغي ما رآه البلاغيون مجملاً فيما يلي:


(١) ... لسان العرب مادة (خبط).

<<  <   >  >>