الفاعل بعد ذلك فقال:"ضارع" كان محيطه كالغنيمة غير المتوقعة، وذلك أشهي عند النفس وأحلى عندها موقعاً.
ولكنه لو بني الفعل للفاعل. فقال:"ليبك يزيد" بنصب "يزيد" لأصبح الفاعل مترقباً ذكره. لأنه لابد لل××× من فاعل، فلا يكون موقعه في النفس عند مجينه - ذلك الموقع الذي أسلفنا.
وعن حذف المسند الذي قربلته وقوع الكلام جواباً عن سؤال مقدر قوله الله تعالي:"وجعلوا لله شركاء الجن" في أحد الأقوال الواردة فيه.
قالوا: فإن جعل "لله شركاء" مفعولين لجعلوا، فقوله. "الجن" يحتمل وجهين:
الوجه الأول: - وهو رأي الإمام عبد القاهر - أن يكون منصوباً بفعل محذوف دل عليه سؤال مقدر، كأنه قيل. من جعلوا لله شركاء؟ لقيل. الجن، أي. جعلوا الجن ويدخل اتخاذ الشريك من غير الجن - في الإنكار - دخول اتخاذه من الجن في هذا الإنكار.
والوجه الثاني: -وهو رأي الإمام الزمخشري - أن ينصب "الجن" بدلاً من شركاه وبذلك يفيد التركيب إنكار الشريك مطلقاً - كما أسلفنا -.
وإن جعل "لله" لغواً كان قوله: "شركاء الجن" مفعولين قدم ثانيهما على أولهما.
أي: وجعلوا الجن شركاء لله، وفائدة التقديم حينئذ. استعظام أن يتخذ لله شريك، سواء أكان ملكاً أو جنباً، أو غيرهما، ولهذا قدم "لله" على الشركاء.