للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ أَجْرٍ إنْ أَجْرِيَ إلاَّ عَلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وأَطِيعُونِ} ثم كرر لهم هذا الطلب ليؤكده عندهم ويقرره في نفوسهم.

ومنه ما ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني ينكحوا ابنتهم عليا، فلا آذن ثم لا آذن، إلا أن يطلق على ابنتي وينكح ابنتهم (١) " فقوله: لا آذن ثم لا آذن من التكرير الذي هو أشد موقعاً من الإيجاز، لانصباب العناية إلى فأكيد القول في منع على - رضي الله عنه - من التزوج بابنه أبي جهل بن هشام.

وإذا تعمق معني من المعاني في نفس الشاعر، فإنه يتأثر به تأثراً بالغاً ويحاول أن يهيئه إلى غيره مكرراً، ليتأصل في نفوس سامعيه، وليتمكن من قلوبهم، كما تمكن من قلبه، وكما تأصل في نفسه بل إنه ليحاول الإكثار من تكريره، وكأنها الدندنة التي استراح إليها لبث لو أعجبه وأحزانه:

استمع إلى قول المهلهل بن ربيعة في رثاه أخيه كليب (٢).

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا رجف العضاه من الدبور

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا طرد اليتيم عن الجزور

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا ما ضيم جيران المجير

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذ خيف المخوف من الثغور

على أن ليس عدلاً من كليب ... فداة بلابل الأمر الكبير

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا هبت رياح الزمهرير

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا برزت مخبأة الخدور

على أن ليس عدلاً من كليب ... إذا علنت نجيات الأمور


(١) ... المثل السائر، ص ١٣٥.
(٢) ... أيام العرب ص ١٥٧.

<<  <   >  >>