للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سواء أكانت معاني مستوحاة من النظم، أم كانت صوراً من صور البيان والإيضاح.

وبهذا تعيد للبلاغة عهد الإشراق والازدهار، وتخلصها من ركام المنطق والفلسفة والتكلف، وتبرزها خالصة، لا غموض فيها ولا تعقيد.

وعلى ضوء ما أسلفنا من آراء، فإننا نرى ما يلي: -

أولاً: إذا أردنا للبلاغة العربية أن توفي النص الأدبي حقه، فإنه يجب ألا تدرس بمنأى عن النقد الأدبي بل يجب أن تكون البلاغة العربية - دائماً - عماد النقد الأدبي السليم.

ثانياً: يجب أن تصفى البلاغة العربية مما شابها من بقايا فلسفة السكاكي ومنطقه حتى يتسنى للناشئة - وغيرهم - استساغتها وتذوقها. ومن ثم تطبيقها على ما تنتجه القرائح وتعطيه الأفكار، وعلى ذلك فإن مبحث الدلالات الذي يصدر به البلاغيون - عادةً - مباحث علم البيان لا فائدة منه على الإطلاق ويجب أن ينحى عن علم البلاغة وذلك لأنه أمر أقرب إلى المنطق منه إلى البلاغة، بل بينه وبين البلاغة بون شديد.

ثالثاً: يجب أن تدرس البلاغة العربية من خلال النص الأدبي، بمعنى أن تعرض النصوص الأدبية، ثم تستخلص منها الأسرار البلاغية، والمزايا البيانية، لا أن تحفظ القواعد جافة، ثم يطبق لكل قاعدة بمثال.

رابعاً: يجب ألا يقتصر في التدريس البلاغة على نصوص معينة من عصور معينة - كما درجت على ذلك المدرسة السكاكية - بل تدرس نصوص من العصر الحديث، كما تدرس نصوص من الشعر الجاهلي والعصور التي تلته على حدٍ سواء.

خامساً: يجب أن يدرس النص كاملاً، بمعنى أن تدرس قصيدة أي شاعر

<<  <   >  >>