(أن اجتهدتما كافأتكما) فقد استعملت (أن) في المجزوم به وهو اجتهاد (محمد) وكان الأصل أن يستعمل فيه (إذا) لدلالتها على القطع، وذلك لتغليب من لم يقطع باجتهاده على من تحقق منه الاجتهاد.
وكما تستعمل (أن) في مقام الجزم لنكت بلاغية - كما أسلفنا - تستعمل (إذا) في مقام الشك لنكته بلاغية كذلك، وذلك كأن تقول في شأن فتى مقتر:(إذا تصدق فلان بكذا من المال كان خيراً له) فما لا شك فيه أن تصدق البخيل أمر مشكوك فيه، ولكنك استعملت (إذا) على خلاف الأصل فيها لنكته بلاغية: وهي الإشعار بأن التصدق منه - مع سعة ذات اليد - لا ينبغي أن يشك فيه، غير أن استعمال (إذا) في مقام الشك نادر، بخلاف استعمال (أن) في مقام الجزم - كما رأيت -.