للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذا الفريق - أيضاً - الدكتور محمد مندور، الذي يذكر أن من الفوارق الجوهرية التي تميز النقد عن البلاغة: أن النقد يدرس ما قيل فعلاً، بينما البلاغة تضع قواعد تحاول أن تخضع لها الشعراء، وأن تحكمها فيهم (١).

بل إنه يتجاوز هذا الحد إلى أن يقول: "إننا لا نزال إلى اليوم ندرس البلاغة، ولربما كنا في ذلك الشعب الوحيد في بلاد العالم المتحضر كله" (٢).

وكأنه لا يعترف بنقد الجانب البلاغي من النص الأدبي - على ما له من خطر في نقد الأساليب الأدبية - وهو لا يقف عند هذا الحد للغض من قيمة النقد البلاغي، بل إنه ليعتبر دراسة البلاغة العربية عاراً يجب أن تتبرأ منه الأمة العربية جمعاء! !

وعلى أية حال: فإن المحور الذي يدور حوله أصحاب هذا الرأي هو: أن البلاغة توجيه وتعليم، لأننا تفترض قواعد نظرية تتحكم في أقوال الأدباء والشعراء.

ولكننا نقول: إن قواعد البلاغة لم توضع من فراغ، وإنما وضعت بعد أن ناقش واضعوها نصوصاً أدبية كثيرة، فعرفوا محاسنها ومساوئها ثم حاولوا وضع الصورة المثلى لما يجب أن يكون عليه النص الأدبي قوة، ووضوحاً، وجمالاً.


(١) ... نفس المرجع ص ٣٢٢.
(٢) ×××× ص ٥٧.

<<  <   >  >>