للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أن يكون الثاني صفة، أو حالاً، أو تمييزاً، أو تتوخى في كلام - هو لإثبات معنى - أن يصير نفيساً، أو استفهاماً، أو تمنياً، فتدخل الحروف الموضوعة لذلك.

أو تريد في فعلين، أن تجعل أحدهما شرطاً في الآخر؛ فتجيء بها بعد الحرف الموضوع لهذا المعنى، أو بعد اسم من الأسماء التي ضمنت معنى ذلك الحرف.

وعلى هذا القياس.

رابعاً: المزية في النظم للمعنى، وليست للفظ؛ ولهذا فإنه يرد على من يرجعون المزية في النظم للألفاظ مبطلاً حججهم، ومزيلاً شبهاتهم، حتى يصل إلى أن المزية في النظم إنما هي للمعنى وليست للفظ حتى يتفرع لتفصيل أمر هذه المزية، وبيان الجهات التي تعرض منها.

خامساً: ثمرة النظم هي: تصوير المعنى، وأن هذا التصوير إنما يتألق في أروع صوره إذا جاء عن طريق الصور البيانية الأخاذة، كالكناية، والمجاز.

ومن هنا تدرك أن عبد القاهر الجرجاني قد جعل الصور البيانية الرائعة أداة لتصوير المعنى الذي تضمنه نظم الكلام ولم يفصل بينها وبين المعاني - كما فعل المتأخرون - اللهم إلا ما قالوه من أن المعاني من البيان بمنزلة المفرد من المركب.

ومن هنا - أيضاً - تدرك خطأهم في تصورهم للبلاغة؛ فقد قسموها علوماً ثلاثة؛ هي: (المعاني)، (والبيان)، (والبديع)، لأنهم لم ينظروا إلى البلاغة نظرة عبد القاهر الجرجاني إليها.

فقد كان عبد القاهر ينظر إلى البلاغة على أنها علم واحد أساسه "النظم"

<<  <   >  >>