للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن التكرار القبيح قول الشاعر:

وازور من كان له زائراً ... وعاف عافي العرف عرفانه

ومنه قول ابن يسير:

لم يضرها والحمد لله شيء ... وانثنت نحو عزف نفس ذهول

واقرأ الشطر الثاني من هذا البيت، فإنك ستجد بعض ألفاظه يتبرأ من بعض (١).

وهناك نوع من تنافر الكلمات لم يبلغ هذا الحد من الثقل، وإنما هو أخف جدة من سابقه كالذي تراه من قول أبي تمام:

كريم متى أمدحه أمدحه والورى ... معي وإذا ما لمته لمته وحدي

فقد تكررت كلمة (أمدحه)، وكلمة (لمته)؛ مما أدى إلى هذا الثقل الذي تراه في البيت وليس التنافر ناشئاً من اجتماع الحاء والهاء؛ لأنه ثقل محتمل، فقد جاء في قوله تعالى {ومِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} (٢) وإنما نشأ من اجتماع الكلمتين.

وأول من عاب هذا البيت: ابن العميد، حيث قال: هذا التكرير في (أمدحه أمدحه) مع الجمع بين الحاء والهاء، وهما من حروف الحلق خارج عن حد الاعتدال نافر كل التنافر؛ ولو قال: فإن في تكرير أمدحه ثقلاً لكان أولى (٣).


(١) ... البيان والتبيين جـ ١ ص ٦٦.
(٢) ... الطور ٤٩.
(٣) ... المطول ص ٢٠، ٢١.

<<  <   >  >>