للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما قول الشاعر:

جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمار

وقوله:

ألا ليت شعري، هل يلو من قومه ... زهيراً على ما جر من كل جانب

فشاذ لا يقاس عليه.

وعلى أية حال فإن على الأديب أو الشاعر - إذا ما أراد أن يكون كلامه فصيحاً - أن يكون تأليفه جارياً على المشهور من قواعد النحو، وإلا نال ضعف التأليف من فصاحة كلامه.

ثانياً: أن يكون خالياً من تنافر الكلمات:

ويقصدون بخلو الكلام من تنافر كلماته: ألا تتكرر فيه كلمات ذات جرس واحد أو متقارب لأن تكرارها يؤدي إلى صعوبة النطق بها، وقد ضربوا مثلاً لتنافر الكلمات بقول الشاعر:

وقبر حرب بمكان قفر ... وليس بقرب قبر حرب قبر

فكلمات: قبر، وحرب، وقرب، وكلمات فصيحة: ولكن اجتماعها في بيت واحد هو الذي أدى إلى صعوبة النطق بها.

وقد أدى ذلك إلى ذهاب رونق البيت، فذهبت فصاحته مع ذهاب رونقه.

وقد ذكروا أنه من أشعار الجن، وأنه لا يتهيأ لأحد أن ينشده ثلاث مرات فلا يتتعتع (١).


(١) ... البيان والتبيين جـ ١ صـ ٦٥.

<<  <   >  >>