للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبارك الاسم، أغر اللقب ... كريم الجرشى، شريف النسب (١)

أي: كريم النفس، وليس بشيء، لأن الكراهة في السمع لا تكون إلا من تنافر حروف الكلمة أو غرابتها، فليست شيئاً آخر غيرها، والجرشى في بيت أبي الطيب تدخل في الغرابة.

وأما فصاحة الكلام: فقد شرطوا لها أموراً ثلاثة:

أولاً: أن يكون الكلام خالياً من ضعف التأليف، ويقصدون به: أن يكون تأليف الكلام جارياً على خلاف المشهور من قواعد النحو:

وذلك، كالإضمار قبل الذكر لفظاً ومعنى، نحو ضرب غلامه زيداً، وإن كان مثل هذه الصورة مما أجازه الأحفش: وتبعه ابن جني لشدة اقتصاء الفعل المفعول به كالفاعل.

واستشهد بقول النابغة الذبياني:

جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

وقول الشاعر:

لما أعصى أصحابه مصعباً ... أدى إليه الكيل صاعاً بصاع

وأجيب عنه بأن الضمير للمصدر المدلول عليه بالفعل، أي رب الجزاء، وأصحاب العصيان.

كقوله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} أي العدل.


(١) ... ديوان المتنبي جـ ـ ٩٨، ٩٩.

<<  <   >  >>